" السديرة "

يكتبها "فهيد الغشام"

السديرة تقع جنوب غرب مزارع الصبيحية بمسافة 7 كيلو .

أحداثيتها

28.814361

 47.89375

السديرة :- تصغير سدرة شجرة سدر وحيدة في الصحراء حيكت عنها الاساطير كسكن الجن فيها الي غير ذلك  من الأساطير .

 كانت الصبيحية سابقاً عبارة عن آبار في الصحراء ، ولايوجد فيها مزارع ، فقط آبار يرتادها أهل البادية والمسافرين .

حيث يوجد فيها عدة آبار (قلبان ) ربما تصل إلي سبعين بئر أو أكثر، فقد حكى لي أحد الأصدقاء أن السديرة ربما كان نباتها في آواخر الثلاثينيات من القرن الماضي فلعل هذا الصحيح . حيث قام رجال من قبيلة العوازم الكريمة بزراعة الصبيحية وكان ذلك عام ١٩٣٦م ولعل هذه بذرة من تلك المزارع وقد حكى لي رجا بن زنابيط القراشي العازمي ابو راشد أن والده " مسلم " هو من زرع السديرة . فتلك السدرة وقفت شامخة صيفاً شتاء وكان يستظل تحتها القناصة وهي معلم من معالم الصحراء حيث يستدل بها على الطريق فقد كان يمر بجانبها طريق مشهور يسمى


" دباية السديرة " في الصورة اعلاه والتي اشير بيدي عليها طريق بري حيث يأتي من قاعدة احمد الجابر الجوية بإتجاه جواخير القرين الي طريق الوفرة وقد قامت الحكومة بإنشاء طريق معبد بجانبها ونفس المسار يسمى " طريق الأرتال" تمر عليه الأرتال العسكرية.

  ففي سنة ٢٠١٢ في شهر مايو بدأت السديرة تحتضر إلى أن أتت سنة  ٢٠١٣ م  شهر أغسطس سقطت السديرة  وطوت معها أحداث كانت شاهدة عليها فلعلها تبقى ذكرى في نفوس من عاصرها اولعلها ماتت بموت صاحبها الذي زرعها حزناً عليه .

وفي مايبدو لي  أن ممات السديرة نتج عن فعل فاعل! لأنه قبل موتها بأربع سنين نزل بجانبها شركات كثيرة منها شركات للتنقيب عن النفط وشركات اشغال الطرق ولعل حقن الارض بمواد خاصة  أثر عليها ، وليس هذا بمستغرب فقد شاهدت أحد السيارات التي تنقب عن النفط السيارات الكبيرة ومعهم جرافة قاموا بإقتلاع شجر العوشز على طريق الوفرة بجانب ملعب القولف حيث كانت تلك العواشز معلم من معالم دولة الكويت كانت تسمى " العويشزات " وتمسى أيضا ب عواشز المعيزيلات.

وذكر لي أحد كبار السن أن العويشزات لهن قرابة ٤٠٠ عام وسوف أكتب بحثاً عنها قريباً حيث أخذت صورا لها قبل أقتلاعها بشهر . فعلى كل حال فحال العويشزات كحال السديرة أصابهن الفناء وموتاً لايرتجي معه حياة إلا أن يأذن الله الحي الدايم الذي لايموت والإنس والجن يموتون.

فقد قام من آلمه هذا الخبر حزناً عليها وعلى ذكرياتها  بإقامتها وهي ميته جرداء وحفر لها وتركها للذكرى لكي يعيدها سيرتها الأولى ، وزرع مكانها سدرة لعله يعيد الامال الميته حيه.

عن الصور:- صور السديرة التي ألتقطتها لها كانت في  سنة ٢٠٠٨م  وهي  مازالت حية خضراء.

أما الصورة الحديثة فقد التقطتها في مطلع عام ٢٠١٦م  وهي ميته جرداء.

والله أعلم

( فهيد الغشام )

" حقوق النشر مسموحة للكل شريطة ذكر المصدر "

المصدر

فهيد الغشام

F.algsham.com